الأجانب والعرب يعيدون التوازن للبورصة وسط ضبابية المشهد الإقليمى

على الرغم من استمرار موجة التخارج من جانب المستثمرين المحليين، بدافع الترقب وعدم وضوح الرؤية السياسية في المنطقة، فإن السوق المصري شهد عودة تدريجية للسيولة الأجنبية والعربية، وسط توجه انتقائي نحو الأسهم ذات الأداء المالي والتشغيلي القوي، ما أعاد بعض التوازن لحركة التداولات.
جلسة منتصف الأسبوع شهدت تراجع نحو 86% من الأسهم المتداولة، لكن هذا لم يمنع عودة تدريجية للسيولة الأجنبية التي سجلت صافي شراء بقيمة 126.7 مليون جنيه، فيما اقتنص العرب صافي شراء بـ 13.9 مليون جنيه، مقابل مبيعات محلية بصافي 140.7 مليون جنيه.
وأنهى مؤشر EGX30 تعاملاته منخفضًا بنسبة 0.92% عند مستوى 34,841 نقطة، فيما فقد مؤشر EGX70 EWI نسبة 2.55% ليغلق عند 10,591 نقطة، وهبط مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 2.19% مسجلاً 14,035 نقطة.
ورغم التراجع العام، يرى محللون أن السوق يتحرك في نطاق عرضي بين 34,200 و36 ألف نقطة، في انتظار وضوح المشهد السياسي الإقليمي وقرارات السياسة النقدية العالمية.
مسعود: التصحيحات فرصة لبناء مراكز جديدة في أسهم التشغيل القوي
محمد فاروق مسعود، العضو المنتدب لشركة جلوبال إنفست لتداول الأوراق المالية، يرى أن موجة البيع المحلية تعكس رغبة في جني الأرباح والتحوط من تقلبات العملة، خاصة أن بعض المستثمرين يفضلون الخروج عند مستويات مرتفعة للدولار.
وأكد أن الأداء المالي للشركات المقيدة لم يتأثر بالتراجعات الأخيرة، بل إن نتائج الأعمال تعكس تحسنًا ملحوظًا في التشغيل والربحية، ما يجعل من التصحيحات السعرية الحالية فرصة لبناء مراكز استثمارية جديدة على أسهم التشغيل القوي مثل القلعة، راية، وسيدي كرير.
وأشار مسعود إلى أن استمرار الشراء الانتقائي للأجانب رغم أجواء التوتر الجيوسياسي يعكس ثقة في الاقتصاد المصري وتحسن المؤشرات الكلية، متوقعًا أن يعود السوق للتحرك الإيجابي بمجرد حدوث أي انفراجة سياسية.
وتوقع أن يبقى المؤشر في نطاق عرضي حتى تتضح الصورة السياسية والنقدية عالميًا، معتبراً أن أي انفراجة قد تدفع المؤشر لتجاوز مستويات 36 ألف نقطة.
في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات مورجان ستانلي بخفض تدريجي على أربعة اجتماعات متتالية حتى يناير 2026.
فهمي: الاستثمار الانتقائي وتجنب الشراء بالهامش أفضل استراتيجية حالياً
هيثم فهمي، خبير سوق المال، قال إن استمرار المؤشر الرئيسي فوق مستوى 33,800 نقطة يعني أن الاتجاه الصاعد ما زال قائمًا على المدى المتوسط، مضيفًا أن التحليل الفني يفقد بعض وزنه في فترات الأزمات السياسية لكنه يظل مرجعًا لمستويات الدعم والمقاومة.
ونصح فهمي بالابتعاد عن الشراء بالهامش والاعتماد على الانتقائية في اختيار الأسهم، والتركيز على الشركات ذات توزيعات الأرباح المرتفعة باعتبارها ملاذًا آمنًا مقارنة بالأسهم المضاربية.
بلغت قيمة التداول 4 مليارات جنيه، عبر تداول 1.8 مليار سهم بتنفيذ 114 ألف عملية على أسهم 219 شركة، ارتفع منها 17 سهمًا وتراجع 187 فيما استقرت أسعار 15 سهمًا دون تغيير.
وسجل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة داخل المقصورة 2.488 تريليون جنيه، كما استحوذت المؤسسات على 22.61% من التداولات، مقابل 77.38% للأفراد، ما يشير إلى سيطرة سلوك الأفراد على السوق خلال الجلسات الأخيرة.