عقارات

“المعارض العقارية” بين تراجع أعداد الزائرين.. وصعود التسويق الإلكتروني

أثار تراجع الإقبال على المعارض العقارية في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً بين الخبراء والمسؤولين بالسوق، حيث أرجع البعض هذا التراجع إلى ضعف التنظيم وارتفاع تكاليف المشاركة، في حين اعتبر آخرون أن التسويق الإلكتروني استحوذ على اهتمام شريحة كبيرة من المطورين العقاريين.

وأضافوا أن التسويق الإلكتروني برز كأداة متنامية لترويج المشروعات العقارية،ولكن لا يصبح بديلا للمعارض العقارية التي تظل إحدى الركائز الأساسية للتسويق، مع توقعات بأن تشهد الدورات المقبلة، تحسناً في مستوى التنظيم بما يعيد للمعارض دورها المحوري في دعم السوق.

قال إبراهيم عبدالمنعم، رئيس مجلس إدارة شركة «يونايتد كونسلتنج للتسويق العقاري»، إن المعارض العقارية في الفترة الأخيرة فقدت بريقها نتيجة سوء التنظيم والإهمال، الأمر الذي دفع غالبية الشركات إلى الاعتماد على الحملات الإعلانية والتسويق الإلكتروني كبديل أكثر جدوى.

وأوضح أن العديد من الشركات الجديدة في السوق تفتقر إلى الخبرة اللازمة التي تُمكّنها من الظهور بشكل مشرف أمام العملاء، ما أدى إلى اتباع سياسات غير احترافية مثل خفض الأسعار بشكل مبالغ فيه والمشاحنات التسويقية، وهو ما ينعكس سلباً على قيمة العقار وسمعة السوق.

وأشار عبدالمنعم إلى أن تكلفة إيجار الأجنحة داخل المعارض أصبحت مرتفعة للغاية، سواء من حيث الديكورات أو عمليات النقل أو الحملات الدعائية، ما جعل الشركات الكبرى تتجه بشكل أكبر إلى التسويق الإلكتروني الذي يتيح وصولاً أوسع للعملاء مع توفير العديد من المزايا والتسهيلات.

وطالب بضرورة تدخل وزارة الإسكان لتقديم تسهيلات تتيح تنظيم معارض خارج مصر تستهدف تصدير العقارات، على غرار ما كان يحدث سابقاً، حيث مثلت هذه المعارض مصدراً مهماً للعملة الصعبة، فضلاً عن كونها أداة فاعلة لاستقطاب العملاء العرب والمصريين المقيمين بالخارج.

سامي: تراجع إقبال الزائرين على المعارض نتيجة ضغوطات المطورين

قال أيمن سامي، مدير مكتب «جي إل إل مصر» للاستشارات العقارية، إن انخفاض أعداد زائري المعارض العقارية في الفترة الأخيرة قد يرجع إلى الضغوط التي تواجه المطورين وانشغالهم بتسليم الوحدات المتعاقد عليها، أو نتيجة قرارات استراتيجية من بعض الشركات بالتركيز على التسليم وضبط الأداء بدلاً من تكثيف المبيعات.

وأوضح سامي أن استراتيجيات التسويق في السوق العقاري شهدت تغيراً ملحوظاً، إذ لم تعد المعارض الوسيلة الوحيدة للترويج، حيث اتجهت الشركات إلى تنويع أدواتها التسويقية لتشمل الحملات الإلكترونية إلى جانب المشاركة في المعارض.

وأضاف أن معرض «سيتي سكيب» هذا العام جاء بمستوى تنظيمي جيد ونجح في تحقيق أهدافه، ما يعكس أهمية الحفاظ على جودة التنظيم لضمان استمرار جاذبية هذه الفعاليات للسوق والعملاء على حد سواء.

الشيخ: التسويق الإلكتروني لا يغني عن وجود المعارض العقارية

قال علاء الشيخ، خبير التسويق العقاري، إن من الصعب أن يحل التسويق الإلكتروني محل المعارض العقارية، نظراً لما تمثله من منصة مؤثرة وفعّالة تحقق استفادة كبيرة للشركات والعملاء على حد سواء.

وأضاف أن معرض «سيتي سكيب» في نسخته الأخيرة لم يكن بنفس قوة السنوات الماضية، نتيجة ضعف مستوى التنظيم وارتفاع تكاليف المشاركة، وهو ما انعكس سلباً على الشركات العارضة.

وأكد الشيخ أن المعارض تظل ركيزة أساسية في استراتيجية التسويق العقاري، مشيراً إلى أن كبريات الشركات مثل «جولد روتز» و«أدريس» لا تزال حريصة على المشاركة في هذه الفعاليات إلى جانب جهودها في التسويق الإلكتروني.

وأوضح أن النسخة الأخيرة من «سيتي سكيب» لم تكن موفقة وارتبطت بعدة أخطاء تنظيمية، إلا أن هناك توجهات واضحة نحو تصحيح هذه الأخطاء في النسخة المقبلة، متوقعاً أن تشهد دورة العام القادم تحسناً كبيراً يعيد المعرض إلى مكانته كمنصة رئيسية للتسويق والالتقاء بين الشركات والعملاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى