البورصة على أعتاب اختبار جديد لاختراق قمم تاريخية

أنهت البورصة المصرية تعاملات شهر سبتمبر على صعود جماعي لمؤشراتها، لتقترب من مستويات تاريخية جديدة، في وقت يترقب فيه المستثمرون خفض أسعار الفائدة والطروحات الحكومية كعوامل حاسمة لتحديد مدى استدامة موجة الصعود.
وسجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 ارتفاعًا بنسبة 4.33% ليغلق عند مستوى 36,670 نقطة، فيما صعد مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 EWI بنسبة 2.6% إلى 11,018 نقطة، كما ارتفع مؤشر EGX30 Capped بنسبة 4.26% عند 45,049 نقطة، وصعد المؤشر الأوسع نطاقًا EGX100 بنسبة 2.43% إلى 14,609 نقطة.
وقال متعاملون، إن تراجع معدلات التضخم، وتحسن معدل النمو الاقتصادي إلى 4.5% في الربع الأخير من العام المالي 2024/2025، إلى جانب توقعات خفض الفائدة بنسبة تتراوح بين 1 و2%، شكّلت خلفية إيجابية لحركة السوق خلال سبتمبر، كما ساهم استقرار الأوضاع الإقليمية نسبيًا في تهدئة مخاوف المستثمرين، وهو ما انعكس في تدفقات ملحوظة على الأسهم القيادية.
حامد: خفض الفائدة المرتقب والطروحات الحكومية مفتاح استكمال الصعود
وقالت راندا حامد، العضو المنتدب لشركة عكاظ لإدارة الأصول، إن تحسن المؤشرات الاقتصادية بعدما تجاوز معدل النمو في الربع الأخير من العام المالي 2024/2025 التوقعات مسجلًا 4.5٪، بدعم من ارتفاع إيرادات السياحة والصادرات وتحويلات العاملين بالخارج، ساهم بدوره فى صعود المؤشر الرئيسى للبورصة.
وأضافت أن تراجع معدلات التضخم، إلى جانب توقعات خفض الفائدة من البنك المركزي في اجتماع لجنة السياسات النقدية اليوم بنسبة قد تصل إلى 1٪، شكلت عوامل داعمة لبيئة الأعمال وسوق الأسهم.
وأشارت «حامد» إلى أن اختراق المؤشر لمستوى 36,250 نقطة مع أحجام تداول مرتفعة بنهاية سبتمبر يعد إشارة فنية إيجابية لاستكمال موجة الصعود نحو 37 ألف نقطة، مع إمكانية بلوغ حاجز 40 ألف نقطة بنهاية العام، خاصة في ظل حالة الهدوء الجيوسياسي وزيادة الآمال في استقرار الأوضاع الإقليمية.
وأضافت أن السوق مازال يتمتع بمضاعفات ربحية جاذبة للمستثمرين الأجانب والعرب، مع بروز أداء قوي هذا الشهر لأسهم القطاع الصحي والأدوية وقطاع الأغذية، وترى أن السوق ينتظر الطروحات الحكومية المرتقبة، إلى جانب مسار خفض أسعار الفائدة، باعتبارها عوامل أساسية لاستكمال الصعود خلال الفترة المقبلة.
عمار: العقارات والأسمدة ستقود “EGX30” لاختراق 37 ألف نقطة
من جانبه، قال وائل عمار، مدير استثمار بشركة زالدي، إن السوق شهد بعض الضغوط في الأسبوع قبل الأخير بسبب التوترات السياسية الإقليمية، ما تسبب في موجات بيع عشوائي وتخوفات بين المستثمرين، لكن سرعان ما استقر الأداء ليواصل المؤشر اتجاهه الصاعد.
وأضاف أن قطاعات العقارات والأسمدة لعبت دورًا محوريًا في دعم السوق بنهاية سبتمبر، بفضل ثقل أسهمها في المؤشر، متوقعًا أن تستمر في قيادة الصعود خلال الفترة المقبلة، بجانب فرص قوية في الأغذية، الأدوية، والخدمات المالية غير المصرفية، بينما يظل قطاع البنوك مستمرًا في أدائه الإيجابي بعد أن تجاوز سهم البنك التجاري الدولي مستوى 100 جنيه.
وأشار «عمار» إلى أن السوق اختبر مستوى 37 ألف نقطة لأول مرة، لكنه لم يتمكن من التماسك عندها، وهو ما اعتبره طبيعيًا مع تجربة قمم جديدة، متوقعًا إعادة المحاولة خلال الفترة المقبلة مع الحفاظ على البقاء أعلى 36 ألف نقطة.
وأكد أن اجتماع البنك المركزي والمتوقع أن يسفر عن خفض الفائدة بين 1 و2% يمثل خبرًا داعمًا للسوق، فضلًا عن الطروحات الحكومية المرتقبة التي ستضيف مزيدًا من الزخم.
وأوضح أن أي موجات جني أرباح مقبلة ستكون بمثابة فرص لإعادة تكوين مراكز شرائية جديدة، مشددًا على أن الاتجاه مازال صاعدًا ولا توجد أحداث مقلقة حاليًا، وأن الاستثمار في قطاعات العقارات والأسمدة والخدمات المالية يظل من أبرز الفرص المتاحة.
وشهد السوق قيم تداولات بنحو 1.695 تريليون جنيه بنهاية الشهر، من خلال تداول 34.347 مليار سهم، بتنفيذ 2.36 مليون عملية بيع وشراء، مقارنة بتداولات الشهر السابق التي بلغت قيمتها 1.530 تريليون جنيه وكمية تداولات بلغت نحو 32.253 مليار ورقة منفذة على 2.53 مليون عملية بيع وشراء، وارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بنسبة 4.98% إلى مستوى 2.558 تريليون جنيه.
وسجلت تعاملات المصريين نسبة 91.3% من إجمالي التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على 4.3% والعرب على 4.3%، وذلك بعد استبعاد الصفقات، وسجل الأجانب والعرب صافي بيع بقيمة 49.9 مليون جنيه و87.2 مليون جنيه على التوالي، بعد استبعاد الصفقات.
ومنذ بداية العام مثلت تعاملات المصريين 89.1% من قيمة التداول للأسهم المقيدة بعد استبعاد الصفقات، بينما سجل الأجانب 5.5% والعرب 5.4%.