أسواق

«مستحضرات التجميل» تراهن على السوق الأفريقى للوصول إلى مليار دولار

يشهد قطاع مستحضرات التجميل في مصر نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، مدفوعاً بزيادة الطلب المحلي وارتفاع القدرة التصديرية، حيث أصبح التوسع في الأسواق الخارجية، وخاصة القارة الأفريقية، هدفاً استراتيجياً للشركات المصرية والمجالس التصديرية.

وتعد القارة السمراء بوابة واعدة بفضل موقعها الجغرافي القريب من مصر، واتفاقيات التجارة الحرة التي تسهل النفاذ إليها، فضلاً عن اتساع قاعدة المستهلكين وارتفاع الطلب على المنتجات المصرية ذات الجودة التنافسية.

ووفقاً لبيان عن المجلس التصديري للصناعات الطبية، فإن صادرات مستحضرات التجميل حققت قفزة كبيرة خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 82%، لتصل إلى 115 مليون دولار مقابل 63 مليون خلال نفس الفترة من العام السابق.

الليثى: نحفز الشركات على زيادة الإنتاج المحلى وضخ استثمارات جديدة

وقال جمال الليثى رئيس غرفة صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل باتحاد الصناعات، إن الغرفة تسعى إلى رفع صادرات مستحضرات التجميل إلى مليار دولار سنويًا بحلول 2030، مقابل نحو 191 مليون دولار فى 2024.

وعزا النمو المستهدف إلى زيادة الإنتاج المحلى، وتحفيز الشركات على ضخ استثمارات جديدة، وإضافة منتجات جديدة تلائم المواصفات العالمية.

وأضاف لـ «البورصة»، أن التعاون مع هيئة الدواء المصرية وهيئة التنمية الصناعية ساهم فى تيسير تسجيل المنتجات وإصدار الموافقات، مما سرع من وتيرة الإنتاج، وساعد الشركات على دخول أسواق جديدة.

وأوضح، أن إضافة منتجات جديدة ساهم فى تقليل الاعتماد على المستورد، وعزز من قدرة القطاع على تحقيق فائض تجارى مستدام.

ومن جانبه أكد محيى حافظ رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية، أن التوسع فى الأسواق الأفريقية يأتى على رأس أولويات خطة المجلس للمرحلة المقبلة، بعد النجاحات التى حققتها الشركات المصرية فى تعزيز وجودها داخل الأسواق العربية.

وأضاف لـ«البورصة»، أن المجلس يعكف حاليًا على صياغة رؤية متكاملة للتوسع الأفريقى تشمل تحديد أولويات الدول المستهدفة، ووضع خريطة بالفرص المتاحة، بالتنسيق مع الجهات المعنية.

لفت إلى أن القارة الأفريقية تتمتع بفرص تصديرية واعدة، بفضل النمو السكانى المتسارع، واتساع قاعدة المستهلكين، بالإضافة إلى وجود احتياج حقيقى للمنتجات الطبية ومستحضرات التجميل، فى ظل ضعف القدرات التصنيعية المحلية.

وأشار إلى أن المجلس يستهدف تحقيق نقلة نوعية فى التواجد المصرى بالقارة السمراء، عبر بناء شراكات مستدامة، وتأسيس كيانات دائمة للتوزيع، وليس الاكتفاء بصفقات تصديرية موسمية.

وأوضح أن شركات مستحضرات التجميل باتت أكثر قدرة على المنافسة، من حيث الجودة والتكلفة، وهو ما يؤهلها لاختراق أسواق القارة بقوة، شريطة توفير الدعم اللوجيستى، والمعلومات السوقية، وتسهيل تسجيل المنتجات.

تابع نتطلع لتحقيق التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص، بهدف تعزيز الحوافز التصديرية، خاصة فيما يتعلق بخطوط الشحن المباشر، والتمثيل التجارى الفاعل فى الأسواق المستهدفة.

عوف: السوق مرن.. غياب التسعير الجبري يعزز تنافسية المنتجات المصرية

وفي السياق نفسه قال على عوف رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن مستحضرات التجميل أصبحت من بين القطاعات الأعلى تصديراً داخل الصناعات الطبية، مدفوعة بتحسن جودة الإنتاج، واستحواذ المنتجات المحلية على نحو 80% من السوق.

وأضاف لـ«البورصة»، أن السوق يتمتع بمرونة تنظيمية، حيث لا يخضع للتسعير الجبرى، كما أن إجراءات التسجيل تتم بسهولة نسبيًا، مما يشجع الشركات على تطوير منتجات مبتكرة ومنافسة، سواء محليا أو للتصدير.

وقال هيثم دويدار، عضو مجلس إدارة ورئيس لجنة الصناعة بشعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن عدد الشركات العاملة فى قطاع مستحضرات التجميل يشهد تزايدا ملحوظًا، مدفوعاً بخطط لتطوير العبوات وتحسين جودة المنتجات لمواكبة المعايير التصديرية.

جورج : 40% من الطاقة الإنتاجية موجهة للتصدير مع خطط للتوسع الخارجي

وعلى مستوى الشركات أوضحت رانيا جورج، الرئيس التنفيذى لشركة «لونا» لمستحضرات التجميل والعطور، أن الشركة تنفذ خطة استراتيجية للتوسع فى الأسواق الخارجية، مع التركيز على الأسواق الخليجية والأفريقية، لاسيما المغرب وكوت ديفوار.

وأضافت لـ«البورصة»، أن الخطة تستهدف رفع مساهمة التصدير إلى أكثر من 40% من الطاقة الإنتاجية، عبر طرح منتجات جديدة بشكل دوري، وزيادة نسبة المكون المحلى.

وأوضحت، أن الشركة تسعى أيضاً إلى ابتكار حلول إنتاج مستدامة، تعزز من مكانة المنتج المصرى فى الأسواق الخارجية، وتواكب التغيرات المتسارعة فى أنماط استهلاك مستحضرات التجميل.

وقال زيدان العطار رئيس مجلس إدارة شركة “سيلك رووت” لصناعة مستحضرات التجميل والزيوت العطرية، إن الشركة تعتزم تخصيص نحو 10% من طاقتها الإنتاجية للتصدير إلى الأسواق الأفريقية خلال عام 2026، اعتمادا على طرح منتجات جديدة تتماشى مع متطلبات الأسواق الخارجية.

وأضاف لـ «البورصة»، أن السوق الأفريقى يمثل إحدى الوجهات التصديرية الواعدة للمنتجات المصرية، نظرا للقرب الجغرافى وارتفاع القوة الشرائية فى عدد من دول القارة، فضلا عن اتساع قاعدة المستهلكين.

وأشار إلى أن التوسع فى هذه الأسواق يواجه بعض التحديات، فى مقدمتها ضعف البنية التحتية اللوجستية، وغياب خطوط شحن بحرى مباشر من الموانئ المصرية إلى العديد من الدول الأفريقية.

كتبت_ تقى أيمن وسهيلة محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى